Friday, September 7, 2007

الخطيب البغدادي

الخطيب البغداديكان من الحفاظ المتقنين، والعلماء المتبحرين، وصَنَّف قريباً من مائة مُصنف، وفضله أَشْهَرُ مِن أن يوصَف، وأخذ الفقه عن أبي الحسن المحاملي، والقاضي أبي الطيب الطبري وغيرهما، وكان فقيهاً فغلب عليه الحديث والتاريخ.قال أبو الخطاب ابن الجراح يمدح الخطيب:فاقَ الخطيبُ الورى صِدقاً ومعرفةًوأعجزَ الناسَ في تصنيفِهِ الكُتُبا حمى الشريعة من غاوٍ يُدنِّسُهابوضعه، ونفى التدليسَ والكَذِبا جلَّى محاسنَ بغـداذٍ فأودَعَهاتاريْخَهُ مُخْلِصاً لله مُحْتَسِبا

وقال الخطيب البغدادي ـ رحمه الله ـ:
لعمْرُكَ ما شَجاني رَسْمُ دارٍ
وقَفْتُ به ولا ذِكْرُ المَغَانِــي ولا أَثَرُ الخِيامِ أراقَ دَمْعِي
لأجْلِ تَذكُّرِي عَهْدَ الغَواني
ولا مَلَكَ الهَوى يوماً قِيادِي
ولا عَاصَيْتُهُ فثَنى عِنانِـــي
عَرَفْتُ فِعَالَهُ بِذَوِي التّصابِي
وما يَلْقَوْنَ مِنْ ذُلِّ الهَــوانِ
فَلَمْ أُطْمِعْهُ فِيَّ وكَمْ قَتِيــــلٍ
لَهُ في النَّاسِ ما يُحْصَى وعانِ
طَلَبْتُ أخاً صَحِيحَ الوُدِّ مَحْضًا
سَليمَ الغَيْبِ مَحْفوظَ اللِّســانِ
فَلَمْ أعرِفْ مِنَ الإخْوانِ إلاَّ نِفاقاً
في التَّباعُدِ والتَّدانِـــي
وعالَمُ دَهْرِنا لا خَيْرَ فيهـــم
تَرى صُوراً تَرُوقُ بلا مَعانِي
ووصْفُ جميعِهم هذا فما أن
أقولَ سِوى فلانٍ أو فــلانِ
ولمَّا لم أجِدْ حُـــراً يُواتِــــــي
على ما نابَ مِنْ صَرْفِ الزَّمانِ
صَبَرْتُ تَكرُّماً لقِراعِ دَهْرِي
ولَمْ أجْزَعْ لِمَا مِنهُ دَهانِــــي
ولَمْ أكُ في الشدائدِ مُسْتَكِيناً
أقولُ لها أَلا كُفِّي كَفانِـــي
ولَكنِّي صَليبُ العُودِ عَوْدٌ
رَبِيطُ الجأْشِ مَجْتَمِعُ الجَنانِ
أبيُّ النَّفْسِ لا أخْتَارُ رِزْقاً
يجيءُ بغيرِ سيفي أو سِنَانِي
فعِزٌّ فِي لَظَى باغِيهِ يُشْوَى
ألذُّ مِنَ المَذَلَّةِ فِي الجِنـانِ
ومَنْ طَلَبَ المعالِي وابْتَغاهــا
أدَارَ لها رَحى الحرْبِ العَوانِ
علي السقاف

No comments: